يشهد
ملعب القاهرة الدولي مساء اليوم لقاء قمة عربية إفريقية، تجمع بين الأهلي
المصري و الترجي التونسي في ختام مباريات المجموعة الثانية لدور الثمانية
في النسخة رقم 47 لدوري أبطال إفريقيا لكرة القدم.
اللقاء يُدخل الفريقين في أصعب امتحان لكلاهما في السنوات الأخيرة، فمن
منهم يُكرم في هذا الامتحان بخطفه لبطاقة التأهل للمربع الذهبي ، ومن منهم
سيخرج بشرف ودون أن يُهان من هذه المجموعة العربية الخالصة، التي تشهد
لقاءها الثاني في ملعب 5 يوليو في العاصمة الجزائرية بين مولودية العاصمة
الجزائري الذي فقد أماله في التأهل، و ضيفه فريق الوداد البيضاوي المغربي
في نفس التوقيت.
مناورات نفسية
(جوزيه لا يملك الجرأة الهجومية إلا في المباريات المحلية الضعيفة) هكذا
جاءت تصريحات نبيل معلول المدير الفني لفريق (باب سويقة) في المؤتمر الصحفي
الذي عقده أمس الخميس في القاهرة التي وصل إليها الفريق قبلها بيوم واحد,
هذه التصريحات قد تكون بعيدة كل البعد عن الواقع أو ربما جاءت للعزف علي
الأوتار النفسية لتشكيلة مدافع الترجي في عصره الذهبي, لأن كل الشواهد
وظروف اللقاء تقول أن الأهلي و مدربه البرتغالي الشهير مانويل جوزيه الذين
باغتوا الوداد و 80 ألف من أنصاره المتحمسين و الرائعين في لقاء الجولة
الخامسة بملعب محمد الخامس بتشكيلة هجومية و أداء رائع في الشوط الأول,
سيضغطون اليوم منذ بداية اللقاء لتحقيق النتيجة المرجوة و التفوق بفارق
هدفين، وهي النتيجة الوحيد التي تضمن لهم بلوغ قبل النهائي دون مساعدة
صديق.
الأحمر مكتمل
مع عودة قائد الأهلي حسام غالي الذي غاب عن لقائي مولودية الجزائر والوداد
المغربي بداعي الإيقاف، يدخل أصحاب الرقم القياسي في الفوز باللقب (6
بطولات) الذين جمعوا 6 نقاط من فوز وحيد علي مولودية في الجولة الثالثة و
ثلاثة تعادلات منها 2 مع الوداد في الجولتين الأولي و الخامسة و أخر مع
مولودية في الجولة الرابعة .. يدخلون اللقاء بصفوف شبه مكتملة لا يغيب عنها
إلا نجم الفريق المخضرم محمد بركات الذي لم يشارك مع الأهلي في أياً من
لقاءات هذا الدور، بالإضافة إلي الوافد الجديد البرازيلي فابيو جونيور
بداعي الإصابة.
وسيعول جوزيه علي خبرة و تمرس نجومه في مثل هذه المناسبات خصوصاً النجم
محمد أبوتريكة الذي استعاد جزء كبير من مستواه الفني والبدني في اللقاء
السابق أمام الوداد، ومعه في الخط الأمامي محمد ناجي "جدو" الذي سجل أول
أهدافه مع الأهلي في مرمي نادر الوداد في اللقاء السابق و كذلك الموريتاني
السريع دومنيك دا سيلفا، وهداف الفريق في البطولة عماد متعب الذي من
المتوقع أن يشارك في اللقاء منذ بدايته , مع هذا الخط لا يمكن تجاهل الدور
الكبير لخط الوسط في السيطرة علي منطقة المناورات و الضغط علي الضيوف و
كذلك المهام الصعبة للخط الخلفي بقيادة وائل جمعة الذي أنقذ الأهلي من
الخسارة و الخروج في لقاء الدار البيضاء في الجولة الماضية, ويبقي مركز
حراسة المرمي صداع مزمن في رأس الجهاز الفني و الجماهير بسبب قلة خبرة
الحارس الشاب أحمد عادل عبد المنعم و صعوبة الدفع ببديله شريف إكرامي
كأساسي في هذا اللقاء الصعب بسبب عودته حديثاً من الإصابة.
الترجي بثلاث فرص
من جانبه يدخل الترجي التونسي الذي حقق اللقب في مناسبة وحيدة علي حساب
الزمالك المصري عام 1994 و بلغ نهائي النسخة السابقة علي حساب الأهلي بفضل
الهدف "اليدوي" الشهير لمهاجمه النيجيري السابق مايكل إنيرامو, يدخل هذا
اللقاء بثلاث فرص (الفوز - التعادل - الهزيمة بفارق هدف)من أجل تفادي
الخسارة ليضمن تأهله إلي المربع الذهبي بعد أن جمع الفريق 9 نقاط من فوزين
علي الأهلي و مولودية في الجولتين الثانية و الخامسة و ثلاث تعادلات منها 2
مع الوداد في الجولتين الثالثة خارج قواعده و الرابعة داخلها و أخر في
الجولة الافتتاحية أمام مولودية في العاصمة الجزائر.
عودة الظهير الأيسر الدولي خليل شمام و جاهزية كل عناصر الفريق بداية من
الحارس معز بن شريفية والقاطرة البشرية القادمة من شبيبة بجاية الجزائري
يانيك نجونج الكاميروني صاحب الثلاثية في اللقاء السابق , مروراً بنجوم
الدفاع الأقوى بين أندية هذا الدور , وليد الهيشري و الكاميروني الأخر يايا
بانانا و ظهيري الجنب أيمن بن عمر وخليل شمام ، محوري الارتكاز مجدي تراوي
وخالد القربي، والمهاجم وجدي بوعزي، بالإضافة إلي القائد و الملهم أسامة
الدراجي .. فمع وجود كل هذه العناصر الهامة لن يتأثر الفريق بغياب لاعبه
الغاني هاريسون أفول بداعي الإيقاف و سيكون معلول و رجاله في كامل لياقتهم
الفنية و البدنية خلال هذا الديربي العربي الكبير.
جماهير الأهلي
(جمهوره دا حماه ... علي الحلوة و المرة معاه) هذا جزء من النشيد المحبب
لجماهير الأهلي التي عانت الأمرين مؤخراً من الأمن المصري خصوصاً في لقاء
كيما أسوان في كأس مصر و حتى إدارة الأهلي التي لم تقف مع هذه الجماهير كما
يجب علي حد وصف قيادات (ألتراس الأهلي) التي هددت بمقاطعة اللقاء علي
خلفية احتجاز بعض عناصرها و محاكمتهم.
يقولون أن الجمهور هو اللاعب رقم 12 و هو في حالة جماهير الأهلي النجم رقم 1
في صفوف الفريق الذي ساهم غيابه في حرمان الأهلي من الفوز في لقاءه الأول
مع الوداد في القاهرة, لذا أصدرت إدارة الأهلي بيان تطالب فيه جماهيرها
بالحضور الكثيف و مؤازرة الفريق في هذا اللقاء الصعب دون أن تنسي مناشدة
هذه الجماهير بالتحلي بالروح الرياضية والالتزام بتعليمات وزارة الداخلية
المصرية التي أعلنت عن إجراءات استثنائية لتأمين اللقاء.
تكافؤ و ندية
يحمل لقاء الليلة الرقم 9 في تاريخ مواجهات كبيري كرة القدم في مصر و تونس,
والأرقام تؤكد تقارب بل تطابق نتائج الفريقين اللذين خاضا كل هذه
المواجهات في هذه البطولة بسبب سيطرة كلاهما علي الدوري في بلاده, حيث فاز
الأهلي في لقاءين و تفوق الترجي في مثلهما وكان التعادل حاضراً بين
الفريقين في 4 مناسبات.
زار نجوم الأهلي سيد عبد الحفيظ و محمد أبوتريكة و الأنجولي أمادو فلافيو و
أسامة حسني و محمد فضل و أحمد فتحي شباك حراس الترجي محمد الزوابي و حمدي
القصراوي و نسيم نوارة 6 مرات أعوام 2001 و 2007 و 2010 فيما كان رد نجوم
الترجي البرازيلي أديلتون باريرا و سلامة القصداوي و أسامة الدراجي و
النيجيري مايكل إنيرامو بأربعة أهداف في شباك عصام الحضري و شريف إكرامي في
أعوام 2001 و 2007 و 2010 أيضاً.
الأرقام تقول أيضاً أن التفوق حالف كل فريق مرتين فتفوق الترجي في المواجهة
الأولي بفارق الركلات الترجيحية في دور الستة عشر لنسخة 1990 و عاود هذا
التفوق في النسخة الماضية عندما استفاد من قاعدة احتساب الهدف خارج القواعد
بهدفين بعد خسارته في القاهرة بهدف لهدفين و فوزه في رادس بهدف إنيرامو
المثير للجدل و الذي أوقف (الكاف) علي إثره الحكم الغاني جوزيف لامبتي 6
شهور.
أما الأهلي فقد بلغ نهائي نسخة 2001 علي حساب الترجي بعد انتهاء لقاء
الذهاب بالقاهرة بالتعادل السلبي و نجاح مدير الكرة الحالي سيد عبد الحفيظ
في تسجيل هدف تعادل قاتل عبر به الأهلي للنهائي و حقق لقبه الثالث علي حساب
صن دونز الجنوب إفريقي, ثم كان التفوق الثاني في المجموعة الثانية لنسخة
2007 التي تصدرها الأهلي برصيد 12 نقطة وبفارق 7 نقاط كاملة عن الترجي الذي
احتل المركز الرابع و الأخير وقتها خلف الهلال السوداني و أسيك ميموزا
الإيفواري.
جماهير كرة القدم في مصر و تونس و المغرب أيضاً, تنتظر علي أحر من الجمر
صافرة الدولي السوداني خالد عبد الرحمن لتتعرف علي هوية الثنائي الصاعد عن
هذه المجموعة العربية الخالصة ومن هو الفريق القادر علي استعادة هذا اللقب
الثمين للأحضان العربية بعد سنتين من الفراق عاشهما مع فريق إمبراطور
الماس الكونجولي مويز كاتومبي.