معمر القذافي |
لم يكن معمر القذافي يحب نجوم الرياضة بسبب خشيته من أن احتمال أن تتحول
عنه الأضواء لصالحهم ولفترة من الزمن لم يكن ممكنا الإشارة للاعبي كرة
القدم في التلفزيون إلا بأرقام قمصانهم.
وقال نبيل العالم المدير التنفيذي للجنة الاولمبية الليبية إنه ولسنوات من
حكم القذافي عانى رياضيون ومسؤولون عن الرياضة من تدخل الدولة في عملهم
بالإضافة إلى ممارسات فساد وقيود على السفر وقلة التمويل.
وقال العالم عن القائد الليبي السابق الذي أزاحه عن السلطة الشهر الماضي
مقاتلون متمردون بعد انتفاضة بدأت في فبراير شباط "لم يكن يحب نجوم
الرياضة.. لفترة من الزمن لم يكن ممكنا تحديد اللاعبين إلا من خلال
أرقامهم. لم يكن القذافي يعرف أي شيء عن الرياضة. كان يعتبرها أمرا غير ذي
جدوى. لم يكن يرى منها فائدة. كان يقبل إنفاق ملايين الدولارات على الإرهاب
أو دفع اموال لشخص ما لكتابة أغان عنه لكن ليس على الرياضة."
ويدير العالم الآن اللجنة الاولمبية الليبية بعد فرار رئيسها محمد القذافي وهو أحد أبناء القذافي إلى الجزائر.
وسيطرت عائلة القذافي ودائرة ضيقة على كل المؤسسات الشهيرة في ليبيا
تقريبا وكانت لهم أسهم في كل العقود الكبرى تقريبا. كما سيطروا على ثروة
ليبيا النفطية.
وانتشر الفساد واستغلال النفوذ والاستيلاء على المال العام.
وقال العالم "المشكلة الأساسية كانت المكاسب الشخصية. فساد في العقود وفي
الأراضي وفي عمليات الاستيراد. عين محمد أشخاصا لا يملكون أي مؤهلات. كان
المؤهل المطلوب هو القرب الشخصي أو كونك قريبا للعائلة أو صديق."
كما حدث تدخل في الشؤون الرياضية من قبل ابن آخر للقذافي وهو الساعدي الذي كان لفترة قائدا للمنتخب الليبي لكرة القدم.
وأضاف العالم الذي كان في الماضي رئيسا لإدارة الفرق الوطنية لكرة القدم
"في كرة القدم كان يحدث أحيانا أن يتصل الساعدي بك ويطلب عدم خوض هذه
المباراة أو عدم الاستعانة بهذا المدرب."
وبرحيل القذافي وأبنائه يشعر العالم بالتفاؤل بأن القيادة الليبية الجديدة
ستولي اهتماما أكبر بالرياضة التي من المعتقد أنها قادرة على علاج الجروح
التي أصابت الوطن من جراء الحرب والانقسام بين مؤيد للقذافي ومعارض له.
وبعد فوز ليبيا 1-صفر على موزامبيق في تصفيات كأس الأمم الافريقية الأسبوع
الماضي وهو أول انتصار للبلاد بعد سيطرة مقاتلي المعارضة على طرابلس خرج
آلاف إلى شوارع العاصمة. وكانت الأعداد تقارب أولئك الذين خرجوا للاحتفال
بسقوط القذافي.
وتابع العالم قائلا "ستكون الرياضة أداة مهمة جدا لإعادة التناغم الى
الشعب الليبي. الليبيون يملكون شغفا هائلا بالرياضة ويمكن أن نبعث برسائل
من خلال الرياضة إلى جميع الليبيين من أجل الوحدة."
كما قد تساعد الرياضة على إصلاح صورة ليبيا التي شوهها ارتباط القذافي بالإرهاب في الخارج وتسببت في سنوات من العقوبات على البلاد.
ويتمنى العالم ان يشارك تسعة رياضيين ليبيين في دورة لندن الاولمبية العام
المقبل وأن تنجح ليبيا في النهاية في استضافة نهائيات كأس الأمم الافريقية
ودورة الألعاب العربية.
وقال "أفسد القذافي صورتنا في الخارج. يربط الجميع بين ليبيا والإرهاب.
سنريهم الوجه الحقيقي لليبيا. سنركز على تنظيم الأحداث الرياضية في ليبيا
وعلى جلب الرياضيين العالميين لرؤية ليبيا. لقد فتحنا أبوابنا مرة أخرى.
نريد أن نظهر للعالم."