إنه
قانون الطبيعة: إذا ما تم تسخين سائل أكثر من اللازمة، يتحول في النهاية
إلى الغليان. ومباراة "الكلاسيكو" الكبير بين ريال مدريد وبرشلونة التي
كانت تتحرك فوق مياه تزداد سخونة خلال الفترة الماضية ، انتهى بها الأمر
إلى حرق كل من حاول لمسها.
كان الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو قد طلب أول أمس الثلاثاء أن "نتحدث عن كرة
القدم". أمر مستحيل ، بالنظر إلى أن كل شيء كان معدا لتكون هناك مباراة
أكبر خارج الملعب. وأن تنتهي المباراة في النهاية 2/ صفر لمصلحة برشلونة
بثنائية لليونيل ميسي ، فذلك كان ما يهم حقا ، قد يبدون للبعض كطرفة
الليلة.
لأنه بداية من العشب المرتفع وغير المرشوش من أجل التأثير على سرعة ودقة
تمريرات برشلونة ، إلى صيحات الغضب التي علت مع نطق اسم جوسيب جوارديولا في
استاد "سانتياجو برنابيو"، مرورا بالمعنويات المتقلبة لعدد كبير من
الأبطال ، كل ذلك حول الليلة إلى مرادف حقيقي للغليان.
ليلة أنهاها البرتغالي جوزيه مورينو بصب المزيد من الزيت عن النار: "أشعر
بالقرف"، ملمحا إلى أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) يحابي برشلونة ،
مضيفا أن على جوارديولا أن يشعر "بالخجل" بالطريقة التي يحصد بها الألقاب.
بعدها بدقائق كان جوارديولا يكتفي بقول "لا شيء" كلما سئل عن تعليقه على
تصريحات نظيره في ريال مدريد.
ليلة عنيفة ، مع طرد بينتو الحارس الاحتياطي لبرشلونة والبرتغالي بيبي لاعب
ريال مدريد ومورينيو نفسه ، وحصول سيرخيو راموس على بطاقة صفراء لن تمكنه
من اللعب في مباراة الإياب.
وفي عمق المشهد ثلاثة آلاف مشجع كتالوني في مواجهة 90 ألفا من جماهير ريال
مدريد ، كما هو معتاد في كرة القدم الأسبانية التي لا تعرف الاتزان حتى في
نسب المشجعين.
لجميع وضعوا أعينهم على جوزيه ، مورينو البرتغالي وجوارديولا الكتالوني ،
أبطال حرب التصريحات التي اندلعت الثلاثاء ، وتناولتها جماهير البرنابيو
بالسخرية بعد أن ظلت تهتف "السيد هو مورينيو" كما قال مدرب برشلونة.
وفي الملعب لم تكن هناك أحلام بكرة القدم ، بل بالثأر وسحق المنافس. وعلى
الأرجح لن يكون فيسنتي دل بوسكي المدير الفني لمنتخب أسبانيا قد قضى ليلة
طيبة ، بعد أن أعرب قبل المباراة عن قلقه من حالة التحفز بين رفاق تمكنوا
سويا قبل تسعة أشهر من الفوز بكأس العالم.
بوسكيتس وأربيلوا وبيكيه ، وراموس أحيانا ، كانت الأسماء المتكررة نسبيا في
المخالفات العنيفة والاحتكاكات والاستفزازات ، فيما بحث رجال مثل تشافي
وتشابي ألونسو وكاسياس عن تهدئة الأجواء قدر ما استطاعوا.
لكن الليلة لم تكن تسمح بالهدوء. صوتا مورينيو وجوارديولا مرتفعان لم
يتوقفا عن توجيه التعليمات أو تحفيز اللاعبين. بدرو على سبيل المثال ، أحد
أكثر اللاعبين حصولا على أخطاء من لاعبي المنافس ، نال سلسلة من الدفع في
ظهره من قبل مدربه الذي بدا وكأنه يلعب هذا اللقاء من أجل النجاة من الموت.
مع نهاية الشوط الأول اشتعلت إحدى القنابل الموقوتة بين المالي سيدو كيتا
وألفارو أربيلوا ، وانتهى الأمر بطرد بينتو بعد أن اعتدى على مدافع ريال
مدريد الذي استفزه وكذلك على أحد إداريي صاحب الأرض.
حتى جاء التدخل العنيف من بيبي مع داني ألفيش. اشتعل الاستاد حينها غضبا وبدأ مورينيو نقاشا ساخنا مع كارليس بويول قائد برشلونة.
أما كريستيانو رونالدو نجم النادي الملكي الذي كان الأكثر تألما بسبب
خسارته لصراعه الشخصي مع ميسي فقال حزينا: "إذا كنت تفهم في كرة القدم ،
ستعرف أن تلك اللعبة لم تكن تستحق الإنذار".
كان يتبقى فقط طرد مورينيو ، الذي تعمد التصفيق للحكم مستهزئا ، قبل أن
يختتم ميسي العرض الساخن بهدفين أحدهما تاريخي ، ليضع لبرشلونة قدما في
نهائي دوري الأبطال الذي يستضيفه استاد ويمبلي ، والذي يبقى هو الأهم رغم
كل هذه السخونة والغليان.
الموضوعالأصلي :
عندما تغلي كرة القدم المصدر :
tanki-design