الدكتور أحمد جبان |
رغم
الحيوية والنشاط والانطباعات الجيدة والمقبولة التي تركتها نتائج الكرة
السورية في السنوات الخمسة الأخيرة فإن واقعها كان مأساويا الموسم الماضي
فتوقف الدوري قسرا ودخلت الأندية في ثبات عميق وباتت خزائنها خاوية مما
دفعها للاستغناء عن غالبية لاعبيها ،فكانت الهجرة للعراق والأردن والدول
العربية الأخرى.
في حين تفاءل الشارع الرياضي فوجه أنظاره للمنتخبات الوطنية متطلعا لإعداد
جيد وحدث ما لم يكن في الحسبان فأقصي المنتخب الأول المتفاءل من التصفيات
المونديالية بقرار دولي اتحادي ،وبقيت منتخبات الأولمبي والشباب والناشئين
تصارع في المعتركات القارية خارج ملعبها لحفظ ماء الوجه.
ولأننا في موقع كووورة عادة ما نحرص على أخذ آراء أصحاب الخبرة والشأن في
الكرة السورية فقد وجدنا باستضافة الدكتور أحمد جبان صاحب الصيت الدولي
الواسع ورئيس اتحاد كرة القدم السوري السابق أمرا مهما فكان الحوار معه
جريئا صريحا واضحا شمل هموم ومعاناة الكرة السورية ومقترحاته المفيدة لتقوى
على جراحها وإليكم التفاصيل:
* كيف وجدتم الوضع الحالي للكرة السورية بعد توقف الدوري السوري....؟
- كرتنا
تسير حاليا نحو المجهول لأن الدوري الذي يعتبر الأساس للتطور المنشود توقف
كما تم "سلق" مباريات كأس الجمهورية وهذا ما جعل خزائن الأندية فارغة
لغياب العائدات المادية والدعم الحكومي ،فتراجعت مستويات اللاعبين لأن
المباريات الودية بغياب الرسمية لا تغني ولاتسمن من جوع ناهيك عن كثرة
التدخلات من قبل رؤساء فروع الاتحاد الرياضي في المحافظات التي تحل
الإدارات وتنهي رؤساء الأندية متى شاءت وهذا التسلط يدعو للقلق ويؤدي
لنهاية كارثية لكرتنا والرياضة السورية.
* إذاً ما الحل في رأيك للخروج من هذه المحنة؟
- إستحداث
وزارة للشباب والرياضة لتعيد البريق لكرة القدم والرياضة السورية بشكل
عام وإذا تعذر ذلك يتم تشكيل مجلس أعلى للرياضة والشباب بعيدا عن
المحسوبيات والو لاءات والانتماءات.
* الانتخابات الكروية مطلع عام 2012 هل تنوي الترشح لرئاسة الاتحاد من جديد...؟
- إذا
بقي الوضع على ما هو عليه من سوء فلا أتطلع للدخول بهذه المعمعة لأن
القائمين على الرياضة السورية يتمتعون بفكر جامد ومتزمت غير قابل للتطور
فهم يريدون أزلاما لهم وأنا شخصيا لا أرتضي لنفسي هذا الأمر.
* هل كان قرار الفيفا بإقصاء المنتخب السوري الأول من تصفيات المونديال ونقل مبارياته خارج الديار سليما ؟
- نعم
الإقصاء كان سليما.. الفيفا طبق قانون لجنة مسابقاته في الحقيقة أنه كان
هناك جهل أو تجاهل و بكلا الحالتين كان هناك خطأ فادحا إذ ليس من المعقول
أن لا نعرف قوانين الاتحاد الدولي أو نعرفها ونتجاهلها فنتوقع أن الفيفا لا
يعلم بهذه المخالفة ،أما بالنسبة لنقل المباريات ففيه ظلم كبير لأننا قبل
قراره ب3 أشهر كنا نستقبل الفرق اليمنية في كأس الاتحاد الآسيوي برأيي أننا
أخطأنا عندما أوقفنا الدوري فمنحناه الفيفا ذريعة لهذا النقل.
* هل تتوقعون أن هناك مؤامرة خارجية أو داخلية وقفت وراء هذا الإقصاء؟
- نعم هناك مؤامرة خارجية وليست داخلية أحيكت ضد منتخبنا لكن الأهم أن الجهل أو التجاهل كانا جسرا مساعدا لتنفيذها.
* لكن فاروق سرية اتهم الاتحاد
الدولي بأن قراره كان سياسيا بامتياز معتمدا باتهامه له أنه قبل اعتراضا
لطاجيكستان بعد المباراة بأكثر من 10أيام؟
- هذا
الكلام غير مقبول فالخطأ يجب أن يعالج بالأساليب القانونية ونحن أخطأنا
ويجب أن نحاسب ..فالمخطأ الذي يبقى متواريا عن الأنظار لسنوات عدة ثم يتم
القبض عليه فهل يمكننا أن نقول يجب أن لا ينال عقابه؟.
* لكنكم تنتقدون اتحاد اللعبة السابق واتحادكم سبق له أن أخطأ وبموجب هذا الخطأ أبعد المنتخب الأول عن تصفيات مونديال جنوب أفريقيا؟
-
نعم لقد أخطأ اتحادنا وأنا اعترف بذلك وتحملنا نتيجة خطأنا لكن الأهم أن
لا يبقى هذا الخطأ مستمرا فالذكي من يستفيد من خطأ غيره والعاقل من يستفيد
من خطئه.
* هل كانت استقالة اتحاد الكرة ضرورية وفي محلها؟
- قرار الاستقالة كان في محله لحفظ ماء الوجه لأن الأخطاء كثرت وأثرت سلباعلى المنتخب الأول والأندية واللاعبين كثيرا.
* هل تستطيع اللجنة الكروية المؤقتة المشكلة حديثا قيادة أمور اللعبة في الأشهر القادمة؟
-
أتمنى أن لا تستمر طويلا لأن مهمتها الرئيسية تتجلى في التحضير لانتخابات
اتحاد اللعبة وليس من صلاحيتها اتخاذ قرارات مهمة ،لذلك إذا أراد المكتب
التنفيذي أن ينجح وينال ثقة الشارع الرياضي فما عليه إلا العمل على اختيار
قيادة كروية بالتعيين عن طريق التزكية وغير ذلك فإنها ستفشل وسيكون فشلها
ذريعا.
* إلى أي مدى وصلت مسيرة الاحتراف السوري؟
-
الاحتراف لدينا لازال في بداياته أنا شخصيا مع استمرار تطبيقه بالشكل
الجيد وليس التخلي عنه ،خاصة وانه ولد مؤشرات ايجابية بدليل ارتفاع مستوى
الدوري السوري بالمواسم السابقة عدا الموسم الماضي ،واستمرارية هذا الدوري
قد منح الأندية جرعات فنية ومعنوية ونتائج طيبة في البطولات العربية
والآسيوية ،لكن هذه العملية الاحترافية بحاجة إلى المزيد من الصبر والتمويل
الجيد إذ ليس من المعقول أن نوجد الاحتراف ولا نبحث في تعميقه والسبل التي
تطوره ولا نزود الأندية بميزانيات سنوية لإعانتها على تفعيله ولا أخفيكم
سرا بأنه توجد لدي بوادر قلق وتراجع مخيفة تلوح بالأفق خاصة بتوقف الدوري
بالموسم الماضي و"سلق" مباريات الكأس وكل الخوف أن يستمر هذا التوقف بهذا
الموسم وهنا أرى أنه من واجب الدولة التدخل لرعاية الأندية وتقديم
الميزانيات للأندية بمختلف درجاتها.
* هل تستطيع المنتخبات الكروية القاعدية السورية (ناشئين-شباب-أولمبي) تحقيق نتائج طيبة في المحافل الدولية؟
- رغم
الظروف الصعبة والمنغصات الحالية التي تعيشها كرتنا أنا متفائل بهذه
المنتخبات فمنتخب الناشئين تأهل للنهائيات الآسيوية بجدارة ومنتخب الشباب
يحاول اللحاق به أما المنتخب الأولمبي فأعول عليه كثيرا، وهو يضم مجموعة
متناغمة ومتجانسة مع بعضها منذ فئة الأشبال وعندما وصلوا الناشئين تأهلوا
لنهائيات كأس العالم في كوريا الجنوبية 2007 وتأهلوا للدور الثاني وتوقفوا
عنده وتركوا المزيد من الإعجاب والتقدير وهو جدير بالوصول لمسابقة كرة
أولمبياد لندن 2012 وبداياته بدوري المجموعات كانت قوية.
* هل من كلمة أخيرة ؟
-
كل الشكر الجزيل لموقعكم المحترم كووورة الموقع الرياضي العربي الأول الذي
أتاح لي فرصة إجراء هذا الحوار وأتمنى لكم من قلبي استمرار مواصلة
النجاحات المستقبلية لما فيه خير الرياضة العربية من المحيط إلى الخليج
الدكتور أحمد جبان يتحدث خلال حفل تكريم إشراقات الكرة السورية |
الموضوعالأصلي :
رئيس اتحاد الكرة السوري السابق:كرتنا تسير نحو المجهول..وأرفض خوض الانتخابات في ظل الوضع الحالي المصدر :
tanki-design