موضوع: الاعتذار قوه وليس ضعف.. الإثنين سبتمبر 12, 2011 4:10 am
هذه الحياة .. نعيشها .. تطل علينا بأيام سعيدة كماتمطرنا بأيام حزينة .. نتعامل معها من خلال مشاعرنا...
فرح، ضيق، حزن،محبة، كره، رضى، غضب ... جميل أن نبقى على اتصال بما يجري داخلنا ...
لكنهل هذا يعطينا العذر أن نتجاهل مشاعر الغير .. أن نجرح مشاعرهم .. نتعدى على حقوقهم .. أو أن ندوس على كرامتهم ..؟للأسف .. هذا ما يقوم به الكثير منا ،،معتقدين بأننا مركز الحياة وعلى الآخرين أن يتحملوا ما يصدر عنا ...
نخطي ،، ولكن دائما لدينا الأسباب التي دفعتنا إلى ذلك.. فتجدنا أبرع منيقدم الأعذار لا الإعتذار ... نحن لا نعاني فقط من الجهل بأساليبالاعتذار ،،ولكننا نكابر ونتعالى ونعتبر الإعتذار هزيمة أو ضعف ،، إنقاصللشخصية والمقام ..
وكأننا نعيش في حرب دائمة مع الغير ..
فتجد أن :-
الأم تنصح ابنتها بعدم الاعتذار لزوجها كي لا ( يكبررأسه)
والأب ينصح الابن بعدم الاعتذار ،، لأن رجلالبيت لا يعتذر ...
والمدير لا يعتذر للموظف لان مركزه لا يسمح له بذلك ...
والمعلمة لا تعتذر للطالبة لأن ذلك سوف ينقص من احترام الطالبات لها ...
سيدة المنزل لا تعتذر للخادمة ...وقس علىذلك الكثير ...
اليوم نجد بينا من يدّعي التمدن والحضارة باستخدام الكلماتالأجنبيةsorryفي مواقف عابرة مثل الاصطدام الخفيفخلال المشي ...
ولكن عندما يظهر الموقف الذي يحتاج إلى اعتذار حقيقي نرىتجاهلا ...
أنــــا آســـف ...
كلمتان لماذا نستصعب النطق بهما ؟؟كلمتان لو ننطقها بصدق لذاب الغضب ولداوينا قلباً مكسوراً أو كرامةً مجروحة ...
ولعادت المياه إلى مجاريها في كثير من العلاقات المتصدعة ...
كم يمر علينا من الإشكاليات التي تحل لو قدم اعتذار بسيط ،، بدل من تقديمالأعذار التي لا تراعي شعور الغير ،، أو إطلاق الاتهامات للتهرب من الموقف ،، لماذاكل ذلك ؟؟ببساطة لأنه من الصعب علينا الاعتراف بالمسؤولية تجاه تصرفاتنا ...
لأن الغير هو من يخطي وليس نحن ... بل في كثير من الأحيان نرمياللوم على الظروف أو على أي شماعة أخرى بشرط أن لاتكون شماعتنا ...
إنالاعتذار مهارة من مهارات الاتصال الاجتماعية ،، مكونه من ثلاث نقاط أساسية :
أولاً : أن تشعر بالندم عما صدر منك ...
ثانياً : أن تتحملالمسؤولية ...
ثالثاً : أن تكون لديك الرغبة في إصلاح الوضع ...
ولا تنس أن تبتعد عن تقديم الاعتذار المزيف مثل ،، أنا آسفولكن.................؟؟!!
وتبدأ بسرد الظروف التي جعلتك تقوم بالتصرف الذيتعرف تماماً أنه خاطىء ...
أو تقول أنا آسف لأنك لم تسمعني جيداً ،، هناترد الخطأ على المتلقي وتشككه بسمعه ...
مايجب أن تفعله هو أن تقدمالاعتذار بنية صادقة معترفاً بالأذى الذي وقع على الآخر ...
وياحبذا لوقدمت نوعا من الترضية ،، ويجب أن يكون الصوت معبراً وكذلك تعبير الوجه ...
هناك نقطه مهمة يجب الانتباه لها .. ألا وهي أنك بتقديم الاعتذار لا يعنيبالضرورة أن يتقبله الآخر ...
أنت قمت بذلك لأنك قررت تحمل مسؤولية تصرفك ...
المهم عليك أن تتوقع عند تقديم الاعتذار أن المتلقي قد يحتاج إلى وقتلتقبل أعذارك ... وأحياناً أخرى قد يرفض اعتذارك وهذا لايخلي مسؤوليتك تجاهالقيام بالتصرف السليم نحو الآخر ...
أخيراً ...
من يريد أن يصبح وحيداً فليتكبر وليتجبر وليعش في مركزالحياة الذي لا يراه سواه ...
ومن يريد العيش مع الناس يرتقي بهم .. لاعليهم .. فليتعلم فن الاعتذار...