موضوع: مقاومة الصمت بهوس الموبايل الأحد أغسطس 07, 2011 9:51 pm
- غالبا ما تفسد رنة سعادة كثيرين فتحيل افراحهم الى احزان اذا حملت نبأ غير سار ، او تتسبب بحرج شديد للبعض اذا كانت في اوقات غير مناسبة لعدم تمكنهم من الرد او اضطرارهم لإلغاء المكالمة اواغلاق الموبايل. اختصر الهاتف النقال المسافات بيننا وبين الآخرين ،جعلنا قريبين منهم باستمرار ، يمكننا الاطمئنان عليهم في اي وقت ، والرنات والرسائل الالكترونية أقرب لاتفاق على مقاومة الصمت في غياب العلاقات الحميمة بين الناس ، وليس استخدام سيىء او مبالغ به لمفردات التكنولوجيا بحسب آراء لعلماء نفس . عند بدء الغزو الفضائي في تسعينات القرن الماضي ، قيل بأننا اصبحنا نعيش في قرية صغيرة، فمن خلال الصحن اللاقط والشبكة العنكبوتية اصبح العالم في المتناول بكبسة على الريموت كنترول اونقرة ع «الماوس « لكنه بالمقابل احدث شرخا عميقا في التواصل بين الناس ، ودفع كثيرين للترحم على بساطة ايام زمان . الموبايل طفرة في عالم الاتصال ، اختزل العالم في شاشة أصغربكثير .. اذاعة ، اخبار، موسيقى واغاني، فيديو ، كاميرا ، منبه ،انترنت ، مسجات ، اسماء وارقام أهل واحباب واصحاب ،أجندة والبوم ذكريات ، وهو اما في بقبضة اليد ، أوحزام البنطلون، في أحد الجيوب أو الحقيبة او تحت المخدة ، على مائدة الطعام وفي غرفة النوم والحمام ، واذا نسي البعض الموبايل في البيت او السيارة او المكتب ، ضاع اوسرق شعروا بأن الحياة توقفت وأن امورهم «تكركبت « الى درجة كبيرة ، مع ان 95% من مكالمات الموبايل غير ضرورية ، «حكي في حكي» كما يقول عالم الاتصال «نيداكهاردت « ، ولوبقي الناس على استخدام الهاتف الارضي لم يكن لها وجود اصلا. الموبايل يعني عالما خاصا ، فيه اسماء المتصلين وأرقامهم ومسجاتهم وصورهم ، وفي دردشة عبر الاثير اختلفت فيها الحكايا والانطباعات قالت اكثرمن زوجة بان الموبايل منطقة محظورة ممنوع الدخول اليها ، خط احمر لايمكن تجاوزه ، فكثير من الازواج يصرون ان يرافقهم حتى اذا دخلوا الحمام ومنهم من يبقيه «صامتا « حتى لاتسمع رناته ، بالنسبة ل «هدى 27عاما» فقد اقتنصت مكالمة فرحتها بثوب الزفاف، فقد تلقت خبر وفاة العم بحادث سيرفي بلد عربي ، فانقلب الفرح الى مأتم ،وتأجل العرس بضعة اشهر، اما « نور42عاما « وفقدت زوجها منذ فترة وجيزة فتقول بأن ضياع هاتفها الجوال يوم وفاة الزوج زاد احزانها ، ففيه مخزون من الذكريات ، مكالمات ومسجات وصورشريك العمر. هوس استخدام الجوال مرض يعرف ب «الميدز» اعراضه تبدأ بالحديث لمدة لاتقل عن 6 ساعات متواصلة يوميا ، مكالمة او مسج كل دقيقتين ، عدم اغلاق الموبايل في المناطق المحظورة كالعيادات والمستشفيات والسينما والمسرح واثناء النوم وعدم الانزعاج من الفواتير المرتفعة ، ويؤدي لإرهاق وعزلة اجتماعية واضطراب نفسي وضعف تركيز وعدوانية ، هذا ما توصلت اليه الباحثة الالمانية « ديسبينا باباديمتر» في دراسة حديثة اذ قالت بأن حب الهاتف النقال اصبح ينافس عشق السيارة، فالالماني كان يسمي السياره زوجته الاولى وغرفة نومه المفضلة وصديقه الوفي على اربع عجلات ، لكن اليوم اختلفت الامورواصبح الجوال هو الصديق الرنان وفي وقت الضيق وهو السيارة المحمولة ، وأضافت بان 20% من الالمان يحتفظون بجوالين ، فيما تتطلع شركات الهواتف النقالة الى مرحلة ثلاث موبايلات لكل شخص خلال الخمس سنوات القادمة ، ومن الجوانب المهمة في الدراسة ارتفاع نسبة استخدام الموبايل بين الاطفال في الاعمار مابين 6-12 عاما وهو ما اعتبرته مؤشرا خطيرا من الناحية الصحية والاجتماعية. المبالغة في استخدام الموبايل يؤدي للاصابة بالزهايمر او الخرف المبكر،حيث يتسبب بتلف خلايا الدماغ وفقدان الذاكرة بالتدريج ، وهذا لايقتصرعلى كبارالسن بل على الجميع بما فيهم الشباب ، هذا ملخص دراسة علمية حديثة نشرت في المجلة الطبية الاردنية ، فيما تشير احصائية رسمية بأن الاردنيين انفقوا حوالي 98 مليون دولار على شراء 2ر1 جهاز خلوي في النصف الاول من العام المنصرم 2009 ، اما نسبة من يستخدمون اكثر من خط في الوقت نفسه فشكلوا 28% من عدد السكان في المملكة . يذكر أن عدد مشتري الهواتف النقالة في المانيا اكبر من عدد السكان ووصل 84 مليون ل 81 مليون نسمة، وفي الصين وصل عددهم 592 مليون اي قرابة نصف عدد السكان ، وفي امريكا تخلى 5ر7 مليون شخص عن الهاتف الثابت مقابل المحمول ، وفي اوروبا استطاع الموبايل ان يفوق عددالهواتف التقليدية ، ويوجد في اسبانيا 35 الف محمول يقدر انفاق مستخدميه باكثر من 590 مليون دولار سنويا الموضوعالأصلي : مقاومة الصمت بهوس الموبايل المصدر : tanki-design