لقد أودع الله هذه الغريزة في الإنسان حيث أنه عن طريقها يحمي نفسه ويخاف على حياته ….
لكن حينما يطلق العنان لهذه الغريزة لتوجه شخصيته وعلاقته بالآخرين فإنه ينتقل بنفسه من هذا المفهوم الفطري إلى مفهوم الأنانية، هذا المرض العضال الذي يفوق خطر كل غريزة لأنه يستخدم بقية الغرائز لإشباع متطلباته
وجاء الإسلام لاستئصال هذا المرض أو ترويضه في إطار شرعي حيث قال عليه الصلاة والسلام عن أنس ابن مالك
( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) متفق عليه
قال النووي رحمه الله :
“قال العلماء رحمهم الله : معناه : لا يؤمن الإيمان التام ، وإلا فأصل الإيمان يحصل لمن لم يكن بهذه الصفة“شرح مسلم” 2/16.
ويدل على أن المراد من النفي في هذا الحديث نفي كمال الإيمان ، أنه قد جاءالحديث عند ابن حبان بلفظ :(لا يبلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يحب للناس ما يحب لنفسه من الخير) صححه الألباني في “صحيح الترغيب” (1780) .
ما نستفيده من هذا الحديث:
· أنه من علامات الإيمان الكامل أن يحب الإنسان لأخيه المسلم ما يحب لنفسه من الخير ويكره لأخيه ما يكره لنفسه من الشر
· العمل بمضمون الحديث يؤدي إلى نشر المحبة بين أفراد المجتمــع الإسلامي ، ويؤدي أيضاً إلى تماسكــه
· أن الإسلام حارب الخصال التي تنتعش بهم الأنانية مثل :
*التعصب
حيث يتعصب الشخص الأناني لآرائه وأفكاره وجماعته…
ونحن كأعضاء في المنتدى أحيانا ما نمارس هذا الخلق رغم أننا ننادي بتقبل الرأي الأخر وعدم الخلاف مع من يخالفنا
*التكبر
الانسان الأناني ينظر الى نفسه نظرة مضخمة
ولهؤلاء رادع قرآني حيث قال الله تعالى في حقهم
(أليس في جهنم مثوى للمتكبرين) سورة الزمر -60
*حب الظهور والرياء
وحب الظهور والشهرة تعني رغبة الإنسان أن يعرف الناس أنه انسان صالح أو غني أو كبير، بهدف استقطابهم وتسخير قلوبهم
*الغرور
حالة نفسية تعتور الأناني من الشعور بالقوة والعظمة والكمال فيتصور أنه في قمة الخير والفضل
· أن الرسول صلى الله عليه وسلم أراد ترسيخ هذا المعنى في قلوب الصحابة والتابعين من بعدهم في غير موضع حيث قال عليه الصلاة والسلام :
عن يزيد بن أسد قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أتحب الجنة؟ قلت: نعم، قال: فأحب لأخيك ما تحب لنفسك) رواه أحمد
وعن ابي ذر حيث قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبا ذر إني أراك ضعيفا ، وإني أحب لك ما أحب لنفسي ، لا تأمرنّ على اثنين ، ولا تولين مال يتيم ) رواه مسلم
· أن الاسلام حارب ما تصل اليه الانانية بالإنسان الى معاداة للآخرين والعمل ضدهم مثل :
*تضخيم سلبيات الآخرين وحسدهم ووضع العقبات والعراقيل أمامهم
مع أن المؤمن مع المؤمن كالنفس الواحدة فيحب لها ما يحب لنفسه من حيث أنها نفس واحدة حيث قال صلى الله عليه وسلم
” مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِم وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ شَيْءٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى “ . مسند الامام احمد (على شرط الشيخين)
· الترغيب في محبة المسلمين بعضهم بعضاً وائتلافهم ، لأن ذلك يؤدي إلى التعاضد والتناصر .
ففي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
“مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ وَيَدْخُلَ الجَنَّةَ فَلْتَأتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤمِنُ بِاللهِ وَاليَومِ الآخِرِ، وَلْيَأتِ إِلَى النَّاسِ مَا يُحِبُّ أَنْ يُؤتَى إِلَيْهِ”
· الحث على التواضع ومحاسن الأخلاق ، حيث بحبه لأخيه الخير كما يحب لنفسه دليل على تواضعه ، وأنه لا يحب أن يكون أفضل من غيره.
· الحث على ترك البغضاء والغل
وإليكم هذه المحاضرة التى تعالج موضوع الأثرة ( حب الذات ) واللامبالاة لعبد العزيز السويدان
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson…lesson_id=4459وفي الأخير
وبما أن الإسلام ذم الأنانيــة والحسد والكراهيــة وحث على حب الغير كحب النفس فتعالوا نذم ما ذمه ديننا ونحب لبعضنا ما نحب لأنفسنا.
الموضوعالأصلي :
كراهية حب الذات المصدر :
tanki-design