موضوع: حصاد اللسان ((جروب من بستان الدعوة)) الأحد يوليو 17, 2011 3:01 am
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الله عز وجل: ( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)) [ق:17-18].
يذكرنا المولى سبحانه وتعالى بهذه الآية بمراقبة اللسان فكل ما يلفظ به يكون محسوب عليك من خير ومن شر
فكل كلمة تخرج من لسانك تكون في سجل أعمالك إلى يوم الدين فمراقبة اللسان واجبة حتى لا يقع في محرمات و
ذنوب عدة ترمي بصاحبها في نار جهنم والعياذ بالله
((إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ، ما كان يظن أن تبلغ مابلغت ، يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه ، و إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ، ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت ، يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه)) الراوي: بلال بن الحارث المزني المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 888 خلاصة حكم المحدث: صحيح.
وهنا تذكير للمؤمنين برقابة الله عز وجل التي لا تتركه لحظة من اللحظات، ولا تغفل عنه في حال من الأحوال، حتى فيما يصدر عنه من أقوال، وما يخرج من فمه من كلمات؛ كل قول محسوب له أو عليه، وكل كلمة مرصودة في سجل أعماله.
وفي مسند الإمام أحمد عن أبي سعيد الخدري قال: إذا أصبح ابنُ آدمَ فإنَّ أعضاءَه تُكَفِّرُ اللسانَ؛ تقول: اتقِ اللهَ فينا؛ فإنكَ إنِ استقمتَ استقمنا، وإنِ اعوججتَ اعوججنا
فاللسان سلاح ذو حدين منه يرتقي المؤمن إلى عليين وبه يرمى في أسفل السافلين نسأل الله العفو والعافية فلنتقي الله في لساننا وفي أفعالنا فمن لا يمسك عليه لسانه فإنه يأتي يوم القيامة مفلساً
((ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)) الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6018 خلاصة حكم المحدث: [صحيح].
ويكون السكوت في أكثر الحالات نوع من العبادة يؤجر المسلم عليها أخواتي الحبيبات اللسان ترجمان للقلب فكلفنا المولى عز وجل على المحافظة عليه واستقامة القلوب مرتبطة باستقامة اللسان ] والمسلم الحق هو الذي يحذر كل الحذر من لسانه ؛ لأنه سوف يحاسب على كل كلمة بل كل لفظ ينطق به لسانه
وروى عن رسول الله قال: (إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان فتقول: اتق الله فينا ، فإنما نحن بك ، فإن استقمت استقمنا ، و إن اعوججت اعوججنا ). الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 454 خلاصة حكم المحدث: صحيح.
. أخواتي إن آفات اللسان عديدة وكثيرة ومنها النميمة والغيبة والخوض في الأعراض وشتم ورمي المحصنات و القذف والزور وغيرها...كل ذالك من آفات اللسان ويكون اللسان سبباً في إفلاس صاحبه من الأجر والثواب
روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال:
فعلينا أخواتي مراقبة أنفسنا و مراقبة ألسنتنا وما تتلفظ به ولنجعل كلماتنا ترضي الله عز وجل وعن هذا الأمر فقد ضرب السلف الصالح لنا مثلاً رائعاً
فهذا أبو بكر صديق هذه الأمة رضي الله عنه يمسك بلسانه ويقول " هذا أوردني الموارد " .. وقال ابن بريده : رأيت ابن عباس أخذا بلسانه وهو يقول : ويحك قل خيرا تغنم أو اسكت عن سوء تسلم وألا فاعلم انك ستندم قال : فقيل له : يا ابن عباس لم تقول هذا ؟ قال : إنه بلغني أن الإنسان ـ أراه قال ـ ليس علي شيء من جسده اشد حنقا أو غيظا يوم القيامة منه على لسانه إلا ما قال به خيرا أو أملى به خيرا ...
وكان ابن مسعود يحلف بالله الذي لا إله إلا هو : ما على الأرض شيء أحوج إلى طول سجن من لسان ..
ومن أكبر الكبائر أن الإنسان يكفر بلسانه حين ينطق بكلمة الكفر معتقداً بها بقلبه
فاتقوا الله أيها المسلمون وراقبوا أقوالكم وأعمالكم ولا تدعوا للشيطان عليكم
ولنجعل أخواتي أقوالنا طاعة لله ولتكن ألسنتنا ذاكرة شاكرة داعية لله عز وجل حتى نفوز بالجنان
ونعمل على رضا الرحمن
اللهم اجعل في قلوبنا نوراً وفي ألسنتنا نوراً وفي أسماعنا نوراً وفي أبصارنا نوراً برحمتك يا أرحم الراحمين .
اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت .
اللهم طهر قلوبنا من النفاق وألسنتنا من الكذب والفحش يا رب العالمين .
اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين.
اللهم اجعل ألسنتنا رطبة بذكرك واجعل قولبنا عامرة بحبك وحب نبيك وحب من يحبك وحب عمل
يقربنا إلى حبك آمين يااارب العالمين
أشكر اخواتي الحبيبات على هذا العمل والتعاون وأسال الله أن يجمعنا على طاعته وعلى حبه وعلى