موضوع: اولي الامر في القرآن... مختلفون عن اولي امركم الأربعاء يوليو 13, 2011 9:29 am
اولي الامر في القرآن... مختلفون عن اولي امركم
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
اولي الامر في القرآن... مختلفون عن اولي امركم
يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم : ((يا أيُها الذين آمنُواْ أطيعُواْ الله وأطيعُواْ الرسُول وأُولي الأمْر منكُمْ فإن تنازعْتُمْ في شيْءٍ فرُدُوهُ إلى الله والرسُول إن كُنتُمْ تُؤْمنُون بالله والْيوْم الآخر ذلك خيْر وأحْسنُ تأْويلا)) سورة النساء 59 ويقول بعد ذلك بآيات ((وإذا جاءهُمْ أمْر من الأمْن أو الْخوْف أذاعُواْ به ولوْ ردُوهُ إلى الرسُول وإلى أُولي الأمْر منْهُمْ لعلمهُ الذين يسْتنبطُونهُ منْهُمْ ولوْلا فضْلُ الله عليْكُمْ ورحْمتُهُ لاتبعْتُمُ الشيْطان إلا قليلا)) سورة النساء 83
فما هي صفات اولي الامر التي نستخلصها من هذه الآيات لكي يتبين لنا هل ممكن اطلاق مصداقها على الحكام في دول المسلمين ؟ اولا : صفتهم ان طاعتهم مطلقة لان طاعتهم عطفت على طاعة الله ورسوله دون أي تقييد او شرط. ثانيا : اولي الامر صفتهم في القران انهم يعلمون القران ((لعلمهُ الذين يسْتنبطُونهُ منْهُمْ)). لنرى الآن هل هذه الصفات ممكن ان تنطبق على الحكام حسب قول اهل السنة او انها تنطبق على اشخاص مختارين من الله ومنصوص عليهم في وصية رسول الله محمد (ص) ؟
الآن لنرى هل هاتين الصفتين تنطبقان على اولي الامر في القرآن : اولا : من لا يؤمن بحاكمية الله ممن يسمون "ولاة امر" ليست طاعتهم مطلقة لانهم لا يعتقدون بعصمتهم وبالثاني يضيفون شرطا آخر على مسالة وجوب الطاعة وهي طاعتهم في طاعة الله ومعصيتهم في معصية الله وبغض النظر عن هذا الامر ضحك على عقول الناس لان من الذي سيحدد ان طاعته طاعة لله لكي يطيعه ومعصيته معصية لله لكي يعصاه.. الا انه يكفينا الآن ان نقول ان هذا الامر غير موجود بالآية الكريمة وبالتالي لا يمكن جعلهم مصداقا لاولي الامر. فالآية ليس فيها تقييد مما يعني ان طاعتهم هي نفسها طاعة الرسول (ص) ونفسها طاعة الله سبحانه ومعصيتهم هي نفسها معصية الله سبحانه ومعصية الرسول (ص).
ثانيا : من من اولي الامر يدعي انه له قدرة على الاستنباط وانه عالم محيط بالقرآن وانه يرجع له الناس ؟ الجواب لا احد. فلا يمكن ان يكون ولاة الامر هم الحكام ! و كلهم تعرفون حالهم الذي لا يخفى على احد. فلا يمكن ان يكونوا مصداقا لآية.
اما ان قيل ان ولاة الامر هنا فقهاء الدين فلا احد منهم يقول انه يعلم وله قدرة على ان يستنبط وحتى ان قالها هي غير متحققة واقعا بدليل اختلافهم الكبير جدا في الاحكام فضلا عن العقائد. مما يدل انهم غير محيطين بالقرآن الكريم واستنباط كل شئ منه لانه لو كان من عند الله لما كان فيه اختلاف ((أفلا يتدبرُون الْقُرْآن ولوْ كان منْ عند غيْر الله لوجدُواْ فيه اخْتلافا كثيرا)) ونحن وجدنا هذا الاختلاف بين اقوالهم وعقائدهم واحكامهم.. فكيف يكونون استنبطوه ؟
النتيجة ان اولي الامر في القران اناس مخصوصون وهداة بامر الله ومامورين نحن المكلفين بطاعتهم والرجوع لهم ((إنما أنت مُنذر ولكُل قوْمٍ هادٍ)).
فالهادي في كل زمن ولكل قوم هو ولي الامر وهو خليفة الله وهو المنفذ لشرع الله وهم بعد رسول الله ص الائمة الاثنا عشر والمهديين الاثنا عشرا المذكورين في وصية رسول الله (ص) ليلة وفاته.
بقي ملاحظات مهمة وهي متعلقة بما يحدث الآن من احداث على الساحة السياسية وسقوط الانظمة وخروج الناس على حكامها. فالاصل عند اهل السنة هو انهم يحرمون الخروج على الحاكم حتى يصدر منه كفر بواح اما بالنسبة للمعاصي فكل اولياء امور السنة هم عصاة شاربي خمر ويصلون بالناس وهم مخمورون فالان السنة ناقضوا اصل دينهم لانهم يوجبون طاعة كل من خرجوا عليهم الان ويحرمون الخروج عليهم فاهل السنة الان بخروجهم على الحكام هدموا اصل دينهم وهو حرمة الخروج على الحاكم.
واليكم الآن بعض الروايات عند السنة ثم بعض الفتاوي للوهابية (السلفية في الموضوع). صحيح مسلم - الإمارة - وجوب ملازمة جماعةالمسلمين عند ظهور الفتن وفي كل - رقم الحديث : ( 3439 )- وحدثنا شيبان بن فروخ حدثنا عبد الوارث حدثنا الجعد حدثنا أبورجاء العطاردي عن إبن عباس عن رسول الله (ص) قال : من كره من أميره شيئا فليصبر عليه فإنه ليسأحد من الناس خرج من السلطان شبرا فمات عليه إلا مات ميتة جاهلية .
صحيح مسلم - الإمارة - وجوب ملازمة جماعةالمسلمين عند ظهور الفتن وفي كل - رقم الحديث : ( 3441 )- حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا عاصم وهو إبن محمدبن زيد عن زيد بن محمد عن نافع قال : جاء عبد الله بن عمر إلى عبد الله بن مطيع حين كان من أمر الحرة ما كان زمن يزيد بنمعاوية فقال اطرحوا لأبي عبد الرحمن وسادة فقال إني لم آتك لأجلس أتيتكلأحدثك حديثاسمعت رسول الله (ص) يقوله سمعت رسول الله (ص) يقول من خلع يدا من طاعةلقي الله يوم القيامة لا حجة له ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتةجاهلية... وهذه فتوى الشيخ عبدالعزيز بن باز السؤال: هل تعتبر المظاهرات الرجالية والنسائية ضد الحكام والولاة تعتبر وسيلة من وسائل الدعوة وهل من يموت فيها يعتبر شهيدا في سبيل الله؟ الجواب: لا أرى المظاهرات النسائية والرجالية من العلاج ولكني أرى أنها من أسباب الفتن ومن أسباب الشرور ومن أسباب ظلم بعض الناس والتعدي على بعض الناس بغير حق ولكن الأسباب الشرعية ، المكاتبة ، والنصيحة، والدعوة إلى الخير بالطرق السليمة الطرق التي سلكها أهل العلم وسلكها أصحاب النبي وأتباعهم بإحسان بالمكاتبة والمشافهة مع الأمير ومع السلطان والاتصال به ومناصحته والمكاتبة له دون التشهير في المنابروغيرها بأنه فعل كذا وصار منه كذا، والله المستعان.
اتمنى يكون افادكم الموضوع في جزئية في الكلام في اولي الامر في القرآن الكريم.