موضوع: كيف تكون مصور محترف .. السبت يونيو 25, 2011 7:12 am
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المصور الجيد يترك بصمته على الصور التي التقطها، فيتجلى حضوره في جمال الصورة وجودتها، وبمناسبة الحديث عن جمال الصور، كتبت هذه الملاحظات والنصائح التي جمعتها من هنا وهناك. مهما كان نوع الكاميرا التي تستخدمها، ومهما كانت خبرتك التقنية في استخدامها، فإن هنالك أمورا يجب أن تضعها عين الاعتبار عندما تلتقط الصور، وسأركز هنا على الأمور المتعلقة أكثر بالتصوير الاجتماعي أو تصوير الناس.
1- راجع كل أطراف الصورة
هل قمت بالتقاط بعض الصور الرائعة لأحد الأطفال في وضعيات جميلة وابتسامة بريئة، ثم صدمت بعد ذلك بأن أبرز عنصر في الصورة هو اصبعك الذي ظهر على اليمين؟ أو أنك قمت بتصوير ثلاثة أشخاص جالسين بجانب بعضهم البعض وبعد التقاط الصورة سألك شخص رابع كان يجلس بقربهم: هل ظهرت بالصورة؟ ولم تعرف الجواب على سؤاله، لا تحزن ولا تخجل من ذلك، هذا الخطأ قد يكون أكبر خطأ يقوم به المبتدئين وتعلم مراعاة هذه النقطة سيحدث تحسنا ملحوظا في الصور التي تلتقطها. للتخلص من هذه المشكلة، تذكر دائما بأن تنظر لكل أطراف وحواف الصورة، العلوية والسفلية واليمنى واليسرى، قد يكون من الصعب تذكر القيام بذلك دائما في البداية وقد يكون القيام به يأخذ بعض الوقت، لكن مع الممارسة ستتعلم القيام بذلك تلقائيا: تنظر إلى الحواف، تحرك الكاميرا قليلا إلى اليمين، قليلا إلى اليسار، إلى الأعلى أو الاسفل إلى أن تكون الصورة كلها مركبة بصورة صحيحة ومناسبة.
2. صوّر الناس في مستوى أعينهم
إذا كنت واقفا مقابل أحد الأطفال أو مجموعة من الأشخاص الجالسين على الأرض وأردت أن تلتقط لهم صورة فإن أول شيء يجب أن تقوم به هو أن تنزل على ركبتك! يجب أن تكون عدسة الكاميرا بنفس مستوى أعين الأشخاص الذين تريد أن تصورهم، لا توجه عدسة كاميرتك إلى الأسفل وأنت واقف، ولا توجهها إلى أشخاص واقفين وأنت جالس، صور الناس دائما والعدسة بنفس مستوى أعينهم. يمكنك الاستفادة أيضا من الشاشات القابلة للتعديل التي تكون في بعض الكاميرات الرقمية، بحيث تقوم بتعديل الشاشة التي ترى فيها الصورة لتكون موجهة إلى الأعلى، وتنزل الكاميرا بعد ذلك إلى الأسفل (إلى مستوى خاصرتك مثلا) وتنظرإلى الصورة التي تريد التقاطها من الأعلى دون الحاجة لأن تجلس على ركبتك.
3. اترك فراغا في الجهة التي ينظر إليها الناس
افرض أنك تريد أن تصور صورة جانبية لشخص ينظر إلى الجهة اليمنى، لا تضع هذا الشخص في منتصف الصورة، بل دعه على الجهة اليسرى من الصورة متعمدا ترك فراغ في الصورة في الجهة اليمني التي ينظر إليها. الحكمة من ذلك هي أن الناس عندما ينظرون إلى صورة شخص ينظر إلى جهة معينة، فإن أعينهم ستتحرك تلقائيا إلى تلك الجهة، ويتجاهلون الجهة التي يعطيها ظهره، وبالتالي يجب أن تكون الجهة التي ينظر إليها أكبر حتى تصبح الصورة متزنة.
4. اتبع قاعدة الأثلاث
قاعدة الأثلاث قاعدة تستخدم في التصوير وأنواع الفنون الأخرى مثل الرسم ، وهي تقضي بتقسيم الصورة إلى خطين أفقيين وخطين عاموديين إلى تسعة مربعات، وعند تكوين الصورة فإن الخطوط الرئيسية التي تقسم المشهد (مثل خط الأفق) يجب أن تقع على هذه الخطوط الفاصلة والعناصر المهمة في الصورة مثل الأشخاص أو أي شيء آخر يجب أن تقع في نقاط التقاطع بين الخطوط الأفقية والعامودية. فإذا أردت مثلا أن تصور شخصا أو أشخاصا على البحر، فلا تجعل خط الأفق (حيث تلتقي السماء بالبحر) في منتصف الصورة بحيث تصبح الصورة نصفين، نصف علوي للسماء ونصف سفلي للبحر، بل قم بوضعه في أحد خطوط الثلث، بحيث تقسم الصورة إلى ثلثين سماء وثلث بحر، أو ثلثين بحر وثلث سماء، أو ربما ثلث للسماء وثلث للبحر وثلث للشاطئ، المهم، لا تقسمها إلى أنصاف بل إلى أثلاث. وكذلك الأمر بالنسبة للأشخاص والعناصر الأخرى في الصورة، فبدلا من أن تظهر الشخص في منتصف الصورة، قم بوضعه على خط الثلث الأيمن أو الأيسر من الصورة، الثلث الأيمن في الواقع أفضل.
5. ضع العناصر الرئيسية في الجزء الأيمن
وهي قاعدة أخرى مثل قاعدة الثلاث وتستخدم أيضا في الفنون والرسم، وهي تقول بأن وضع العناصر الرئيسية في الجزء الأيمن من الصورة يجعلها تبدو أجمل.
6. اقترب بقدر الامكان واملأ الاطار بالمشهد
إذا كنت تريد أن تصور طفلا مثلا، فاقترب منه قدر الامكان أو استخدم التقريب (Zoom) واملأ الاطار كله بصورة الطفل إذا كان هذا هو الأمر الوحيد الذي يهمك في اللقطة. قد تبدو هذه النصيحة للوهلة الأولى متعارضة مع النصيحة السابقة التي تطلب منك وضع العنصر الأساسي في الصورة في ثلث الصورة الأيمن أو الأيسر، لكن الفرق هو أنه في النصيحة السابقة كنا نفرض بأن الشخص الذي تصوره كان عنصرا أساسيا من عناصر مشهد عام يشمل أمورا أخرى مثل البحر ومنظر الغروب، أما هنا فأنا أنصحك بأن تجعل الشخص هو المشهد بأكمله، وعندها من الممكن أن تطبق قاعدة الثلاث على الوجه كمشهد، كأن تجعل العينين على تقاطع خطوط الأثلاث العلويين.
7. صور بأعلى مستوى وضوح متاح
كاميرات الديجيتال الحديثة تتيح لك حفظ الصور على كرت الذاكرة بعدة مستويات من الوضوح (Resolutions) وعدة مستويات من جودة الصورة (Quality) وأنظمة ملفات صور مختلفة (File Types)، استخدم القيم الأعلى والأفضل دائما، إذا كانت الكاميرا تتيح لك حفظ الصور بوضوح 4 ميجابكسل و5 ميجابكسل و6 ميجابكسل، فاختر 6 ميجابكسل، إذا كانت الكامير تتيح لك حفظ الصورة بجودة منخفضة (Low) وعادية (Normal) ومرتفعة (Fine) فاختر المرتفعة، وإذا كانت تتيح لك تخزين الملفات بنظام JPEG وTIFF وRaw، فاختر نظام Raw الذي يضمن لك أقل قدر ممكن من الضياع في جودة الصورة. قد لا يكون الفرق واضحا أبدا عند عرض الصور على شاشة الكمبيوتر أو طباعتها بأحجام صغيرة، لكن الفرق يظهر عند محاولة طباعة الصورة أو جزء منها بحجم كبير، الجدول التالي يوضح أكبر حجم يمكن طباعته للصورة على حسب وضوح الصورة: حجم الطباعة (سم)وضوح الصورة (ميجابكسل، لأفضل جودة)10×15213×183 أو 420×30530×4668. لا تستخدم التقريب الرقمي (Digital Zoom) أبدا
8-التقريب الرقمي (Digital Zoom) في الكاميرات مجرد خدعة تعطيك ايحاءا بأن الكاميرا قادرة على تقريب الأمور البعيدة، وكل ما يقوم به التقريب الرقمي هو قص جزء من الصورة ليبدو وكأنه يملأ الاطار بأكمله عندما تراه على الشاشة، وهو أمر يمكنك القيام به على الكمبيوتر باستخدام أي برنامج لتعديل الصور، لذا فإن أول شيء أقوم به عند شراء أي كاميرا ديجيتال جديدة هو اطفاء ميزة التقريب الرقمي حتى لا أقوم باستخدام ميزة التقريب الرقمي حتى بالخطأ. الحلول الصحيحة لتكبير الصور الملتقطة هو أن تقترب أكثر من المشهد أو أن تستخدم التقريب البصري (Optical Zoom)، وإن لم تتمكن من القيام بأي منهما، فيمكنك في النهاية تصوير المشهد بأكمله وان كان يبدو بعيدا، ففي كل حال يمكنك قص الجزء على راحتك على الكمبيوتر بدلا من أن تجبر نفسك على قصه أثناء التقاط الصورة. ومن المفيد أيضا أن تضع هذا الأمر بعين الاعتبار عند شرائك لكاميرا جديدة، فكاميرا ذات تقريب بصري 3× (3x Optical Zoom) أفضل بمليون مرة من كاميرا بتقريب رقمي وإن كان 100× (100x Digital Zoom).
9. كن جريئا في خلق المشهد الذي تريده
لا تتردد في توجيه الأشخاص للتحرك يمينا أو يسارا وتغيير أوضاعهم أو حتى تحريك الأمور الأخرى في المشهد مثل طاولة أو كرسي ما لتحصل على اللقطة التي تريدها، يمكنك باستخدام التوجيهات أن تحصل على لقطات أكثر حيوية بكثير من لقطة باردة يصطف فيها بضعة أشخاص أمام الكاميرا.
10. تأكد من اضاءة الأشخاص الذين تريد تصويرهم
هنالك ثلاثة أنواع من الإضاءة: أمامية، وخلفية، وجانبية. في الإضاءة الأمامية يكون الضوء مباشرا على المشهد الذي تقوم بتصويره، كأن يكون الشخص واقفا مقابل الشمس وتقف أنت معطيا ظهرك للشمس وتصوره، وهي تعطيك وجوها مشرقة وواضحة دون الحاجة لاستخدام الفلاش. في الإضاءة الخلفية يكون مصدر الضوء قادما من خلف العنصر الذي تريد تصويره، كأن يقف الشخص معطيا ظهره للشمس وتقوم أنت بتصويره، وهذه الطريقة تظهر العنصر شديد السواد لأنه لا توجد اضاءة تصيب الجزء الذي تصوره منه، وهي تستخدم وقت الشروق أو الغروب لاعطاء جمال خاص، وتسمى اللقطة بلقطة هيكلية (Silhouette) لأنك تتعرف على هيكل العنصر فقط أما تفاصيله فتكون مختفية بالسواد، وفي أحيان أخرى قد لا يكون هذا ما تريد تحقيقه لكن مضطر للتصوير في مكان تكون فيه الاضاءة خلفية، لأنك تريد اظهار منظر معين خلف الشخص، وفي هذه الحالة يمكنك استخدام الفلاش لاظهار تفاصيل الوجه، وهذا الاستخدام للفلاش، فالفلاش لا يستخدم دائما في الليل، أحيانا تستخدم الفلاش في وضح النهار لمقاومة أثر الظلال وهذا الاستخدام يسمى (Fill Flash). في الإضاءة الأمامية تقف أنت بحيث يكون مصدر الضوء على اليمين مثلا والعنصر على اليسار، فيكون الجزء الأيمن من العنصر مضاءا بصورة جيدة بينما الجزء الأيسر أقل اضاءة، وهو يعطي احساسا بالعمق ويساعد على كشف قسمات الوجه وتعاليمه، وهو لا يتحقق جيدا بالإضاءة الطبيعية إلا وقت الشروق والغروب عندما تكون الشمس جانبية وليست عامودية.
11. انتبه إلى ظلّك
واحدة من الأمور التي لا ينتبه إليها المبتدؤون عادة هو ظهور ظلهم في الصور، ويحدث ذلك عندما تصور مشهدا مضاءا بضوء يأتي من خلفك، إذا كانت الشمس خلفك مثلا ومسلطة على وجوه الأشخاص الذين تريد تصويرهم، مما يؤدي إلى ظهور ظلك في الصورة، وهو أمر قد يكون غير مرغوب فيه.